بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله .. وبركاته ,
جمعنا الله بكم في جنان ورأفة ..
جمعنآ الله وأيآكم في ّ جنآن ونعيم ..
فيهآ الأبرآر مُخلدون .. على الآرآئك متقآبلون ْ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.... وبعد
أمنيتنا التي نرددها دوما" الجنة " .... نطلب الفردوس
نخاف الله -ندعي-.. نهاب الموت والقبر.
نروم الجنان .. ورحمة الكريم المنان
نشيب لذكر جهنم وعذابها ،،
لاتكاد تحملنا أقدامنا لرؤية ميت أو جنازة..
ولكن ..إذا تبصرت حالنا .. مازلنا على سالف عهدنا لم نغير، أو نتغير
مازلنا نعصي الله بنعمه
- ماتركنا سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات والأفلام..
-واظبنا على لبس البنطال والقصير والعاري..
- حملتنا أقدامنا غير مرة إلى أماكن بها المنكرات عيانا..
- مازلنا نمارس الكبر والغرور ..
- الغيبة .."حدث بلا حرج" فبها تحلو جلساتنا
-سباقون مع كل فتنة.. وسريعي الإجابة لها
وإذا مادعانا داعي الله .. تثاقلت خطانا.
وبعدها نصدح.." إن الله غفورٌ رحيم"
نسينا .. أو تناسينا بذل الأسباب (وهُزِّي إليكِ بجِذعِ النخلةِ تساقط عليكِ رُطباً جَنِيًّا..) سورة مريم / 25 .
بالله عليكم.. أتقوى امرأة مخاض على هز جذع نخلة في وضع هي قالت عنه
(... يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنتُ نَسْياً مَنسِيًّا..) مريم / 23 ؟؟
إنها التربية.. والتوجيه الرباني
طلب منها بذل السبب لتعلم ونعلم.. أن الله سبحانه وتعالى سيمهد لك طريق الخير والصلاح إذا بذلنا الأسباب لذلك
وكانت النوايا صادقة وخالصة له سبحانه وتعالى ولنعلم أنه لن يسوق إليك الراحة والتوفيق إن لم تسع أنت وتجاهد
( إن الله لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغَيِّروا ما بأنفسهم..) الرعد / 11 .
نطلب رحمة الغفور وعفوه.. نعم..
لكن بمجاهدة النفس وبذل الأسباب.. لا ادِّعاء .. واصدقي مع الله .. زاحمي الشر بالخير دوماً ..
أكثري من النوافل .. أكثري من ذكر الله .. تعاهدي أعمال الخير وأسألي الله الثبات..
فنحن في زمن أصبحت فيه فتن كقطع الليل المظلم ، لا يأمن أحدنا إذا أمسى على ماذا يصبح .
فالثبات ليس بالأمر اليسير .. ولا تجعلي خطاك سهلة وسريعة في دروب الغي والفتن
وثقيلة إذا ماكان الأمر معروفاً..
بل اثبتي في وجه الفتن .. وابقي شامخة وعزيزة بما يحمله قلبك من حب وخوف ورجاء لله تعالى..
جاهدي نفسك.. وابدئي بتغييرها أولا
لا تدعي سوء محيط عائلتك وأهلك أو رفيقاتكِ من حولك..يكون له كبير الأثر عليكِ طالما أنكِ على الحق .
قد ينكر عليكِ من حولكِ استقامتكِ إذا كانوا على غير ما أنتِ عليه.. فاسألي الله قبلاً أن يثبتكِ .
ثم تذكري أنبياء الله ورسله كيف كان الأذى يلحق بهم من أقرب الناس إليهم .
ولنا ولكِ في حبيبنا المصطفى أسوة حسنة " .
ثبات وأي ثبات.. لا يقاس بما نواجهه اليوم من فتن ومضايقات..وتذكري
قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ } إبراهيم / 27 .
فاجعلي الأفق، والجنة نصب عينيك هدفا تسعين له.. فبه سيكون لخطاك قيمة ومعنى..
واعملي على تغيير الرفقة ثم الرفقة ثم الرفقة..
ابحثي عن رفقة صالحة تكن لك عدة لبلوغ جنة رب العالمين..وابتعدي عن رفقة السوء
فوالله لن ينفعوكِ أو ينصروكِ بشيء..
اصبري عن معصية الله.. غضي البصر عن الحرام.. اتركي سماع الغناء .. واصبري على السوء
الذي قد يواجهكِ من زميلاتكِ .. وتذكري قوله تعالى ( وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) هود / 115 .
أكثري من القراءة في سير الأنبياء والصحابة والصالحين واتخذيهم قدوة،
فسِيَرُهم عونٌ لكِ بعد الله على الثبات على الحق
ولا تغفلي عن..( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..) العنكبوت / 69 . أي لا بد لكل من أراد أن يسلك طريقاً أن يتصور صعوباته؛
ليكون على بينة من أمره، وهكذا هو طريق الدعوة إلى الله، فلم ولن يكون مفروشاً بالورود والرياحين،
بل هو طريق "تعب فيه آدم, وناح لأجله نوح, ورمى في النار الخليل, وأضجع للذبح إسماعيل,
وبيع يوسف بثمن بخس, ولبث في السجن بضع سنين"(1)
فلا بد من الجهاد ـ بمعناه العام ـ ولا بد من الإخلاص،
عندها تأتي الهداية، ويتحقق التوفيق بإذن الله.
الإثنين مايو 13, 2013 3:36 pm
