السؤال
الحجاب .. لماذا السواد ؟؟
المرأة ... لماذا اللون الأسود في الحجاب ؟؟
أعزائي , عزيزاتي نريد تعريف وواضح وصريح للحجاب الإسلامي , المشرع لما تكلم عن الحجاب لم يحدد لونه أو طريقته وإنما قال ما كان فضفاضا وساترا لا يصف الجسم ومحتشم .
في إحدى المرات يسر لي ربي أداء مناسك الحج ، وبعد أن أحللت ولشدة الحر والشمس كان عندي قطعة قماش لونها داكن , فوضعتها على راسي لعلها تدرأ عني شيء من حرارة الشمس , وما هي إلا لحظات حتى أحسست براسي يغلي تحت هذا الغطاء . الغطاء الذي وضعت كان داكن اللون ولم يصل إلى درجة اللون الأسود , في تلك اللحظات كنت انظر إلى النساء وهن يلبسن اللون الأسود حول جميع بدنهم مع الحر الذي لا يطاق وأنا ممن يؤيد الحجاب بكل ما املك ولكن لم أرى آية ولا حديث تشير إلى لبس الأسود لذا نرجو التوضيح
الجواب
لُبْس السَّواد كان مَعْرُوفا من زَمَن الصحابة رضي الله عنهم ، فقد كانت نِساء الصحابة يَلْبَسْن السَّوَاد .
روَى أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لَمَّا نَزَلَتْ : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) خَرَج نِسَاء الأنْصَار كأن على رُؤوسهن الغِرْبَان مِن الأكْسِيَة .
وفي رواية لابن أبي حاتم في تفسيره : خَرَج نِساء الأنصار كأن على رُؤوسهن الغِربان مِن أكْسِيَة سُودٍ يَلْبَسْنَها .
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت : لَمَّا نَزَلَتْ : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ) انْقَلَب رِجَال مِن الأنصار إلى نِسَائهم يَتْلُونَها عَليهن ، فَقَامَتْ كُلّ امْرأة مِنْهُنّ إلى مُرْطِها فَصَدَعَتْ مِنه صَدْعَة فاخْتَمَرَتْ بِها ، فأصْبَحْنَ مِن الصُّبْح وكأن على رُؤوسهن الغِرْبَان .
وأصل حديث عائشة هذا في صحيح البخاري .
وهذا يَعني أن ما لَبِسَتْه نِسَاء الأنصار هو السَّوَاد . وهو ما جاء التَّصْرِيح به .
قال ابن قُتيبة في غريب الحديث : " فأصبحن على رُؤوسهن الغِرْبَان " تُرِيد أنَّ الْمُرُوط كانت من شَعْرٍ أسْود ، فَصَار على الرُّؤوس مِنها مِثْل الغِرْبَان .
وقال ابن الأثير في النهاية : " على رُؤسهن الغِرْبَان " شَبَّهَتِ الْخُمُر في سَوَادِها بِالغِرْبَان . اهـ .
وفي " عون المعبود " : " كأنَّ على رُؤوسهن الغِرْبان " جَمْع غُرَاب . " مِن الأكْسِيَة " جَمْع كِسَاء ، شَبَّهَتِ الْخُمُر في سَوَادِها بِالغُرَاب . اهـ .
وأمَّا كَون هذا الأخ تضَرَّر مِن الشَّمْس ، فقد يَكون حَديث عَهْد بِحِلاقَة رَأسِه !
بينما النِّسَاء لا يَشتَكِين من ذلك – ربما - لوَفْرَة شُعُورِهن .
ومِن حِكْمة الله تعالى أن جَمَّل الرّجال باللِّحَى ، والنِّسَاء بالذوائب .
وهذا له حِكْمة بالِغة . أقصد كَون الرَّجل مُلْتَحيًا والمرأة بِخِلافِه .
فلَمَّا كان الرَّجُل يتعرَّض للشمس جُعِلَت له اللحْية التي تَقِي وَجْهه حَرّ الشَّمس ، ولم يُجْعَل ذلك للمرأة لِعَدَم احتياجِها إليه لِكَوْنِها تُؤمَر بِالحِجَاب ، فلا تتَعرّض لأشِعة الشمس .
وهذا ما ثَبَت عِلْميًا .
وثَبَتَ طِـبِّـيًا إصَابَة المرأة الْمُتَبَرِّجَة بأمراض عديدة نتيجة تعرّض أجزاء جسدها للشمس .
" فقد أثْبَتَتِ البُحُوث العلمية الحديثة أن تَبَرُّج المرأة وعُرِيَّها يُعَدّ وبَالاً عليها حيث أشارت الإحصائيات الحالية إلى انتشار مرض السرطان في الأجزاء العَارِية مِن أجْسَاد النساء ، ولا سيما الفتيات اللآتي يلبسن الملابس القصيرة . فقد نُشِر في المجلة الطبية البريطانية : أن السرطان الخبيث ( الميلانوما الخبيثة ) والذي كان مِن أنْدر أنواع السرطان أصبح الآن في تَزايد ، وأن عدد الإصابات في الفتيات في مُقتبل العُمر يتضاعف حاليا حيث يُصَبْن به في أرجلهن ، وأن السبب الرئيسي لِشيوع هذا السرطان الخبيث هو انتشار الأزياء القصيرة التي تُعَرِّض أجْساد النساء لأشعة الشمس فترات طويلة على مَرّ السنة ، ولا تفيد الجوارب الشفافة أو النايلون في الوقاية منه " .
والله تعالى أعلم .