ربما لا يمثل اللعب على أرضها نقطة تفوق للبرازيل عندما تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام القادم في ظل عدم تمتع جماهير الفريق بالصبر الكافي سواء مع اللاعبين او مدرب المنتخب.
وانطلقت صيحات استهجان ضد احد لاعبي البرازيل بعد مرور 12 دقيقة فقط من زمن اللقاء الذي تعادل فيه الفريق وديا 2-2 مع انجلترا على استاد ماراكانا يوم الاحد الماضي.
ووضعت زيارة انجلترا حدا لاغلاق الاستاد الذي احتاج الى 500 مليون دولار لتحديثه من أجل استضافة سبع مباريات في كأس العالم 2014 بينها المباراة النهائية.
ورغم ان أرضية الملعب كانت في حالة جيدة الا ان الاجواء كانت مخيبة للآمال الى حد كبير اذ شاهد جزء كبير من الجماهير اللقاء في صمت وهو مشهد بعيد للغاية عن التشجيع الحماسي في المباريات المحلية الكبيرة.
وكان مزاج الجمهور متقلبا ايضا وأطلق صيحات استهجان في وقت مبكر للغاية بعدما سدد المهاجم نيمار الكرة عاليا.
وانطلقت صيحات استهجان من الجماهير البرازيلية ضد المهاجم هالك وهتفت باسم لوكاس في اشارة واضحة لرغبتهم في نزول لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي لأرض الملعب.
ونزل لوكاس بالفعل أرض الملعب في بداية الشوط الثاني لكن على حساب صانع اللعب اوسكار وليس هالك لتنطلق صيحات الاستهجان تجاه المدرب لويس فيليبي سكولاري.
وقال سكولاري الذي قاد البرازيل للقبها الخامس والاخيرة في كأس العالم عام 2002 للصحفيين "كان هناك بعض التعاسة بسبب خروج لاعب واحد في وقت مبكر لكن لا اتوقع ان تتفهم الجماهير كل موقف."
وكانت صيحات استهجان انطلقت تجاه لاعبي البرازيل في اخر مباراة للفريق على أرضه عندما تعادل 2-2 مع تشيلي وديا خلال ابريل الماضي.
ويبدو ان الجماهير البرازيلية لا تستوعب ان الفرق المنافسة تطورت كثيرا وانه من الصعب ان يكرر فريقها نفس اداء نهائيات 1970 و1982.
وفي اخر مرة استضافت فيها البرازيل بطولة كبرى عندما نظمت كأس كوبا امريكا عام 1989 قاطعت الجماهير في سلفادور مباريات الفريق في دور المجموعات بسبب عدم وجود اي لاعب محلي في التشكيلة.
وفي تصفيات كأس العالم 2002 اختارت البرازيل في البداية ان تلعب جميع مبارياتها على أرضها في ساو باولو وريو دي جانيرو.
لكن بعد التعادل 1-1 على أرضها مع بيرو في ساو باولو قررت البرازيل اللعب في مناطق أقل تقلبا.
وفازت البرازيل باخر ثلاث مباريات لها على أرضها في تصفيات 2002 قبل ان تحرز لقب كأس العالم للمرة الخامسة والاخيرة في تاريخها.
وشهد مشوار تصفيات كأس العالم 2010 اربع مباريات انتهت بالتعادل بدون اهداف للبرازيل على أرضها امام الارجنتين وبوليفيا وكولومبيا وفنزويلا.
وفي مباراة بوليفيا بدأت صيحات الاستهجان مبكرا في الشوط الثاني لتتوتر اعصاب اللاعبين بوضوح.
ومن أجل عدم اثارة المزيد من التوتر يتجنب اللاعبون توجيه اي انتقادات علنية للجماهير.
وقال نيمار للصحفيين "الجماهير تستحق تهنئتنا. ساندتنا الجماهير حتى النهاية."