لا يهتم أي منهما برسم الوشم على جسمه أو بتغيير هيئته أو شكله.. ولكن كلا من إيكر كاسياس وتشافي هيرنانديز نصب نفسه قائدا من خلال الأداء الراقي في الملعب والسلوك الرائع خارجه.
ورغم انتمائهما لاثنين من أكثر الأندية عداء ومنافسة في أسبانيا خاصة والعالم بشكل عام ، يتمتع اللاعبان بعلاقة صداقة وطيدة بعيدا عن "نظام النجومية والشهرة".
وأكدت لجنة التحكيم الخاصة بجائزة أمير استورياس الرياضية "إنهما نموذج لسمو الرياضة والصداقة فوق المنافسة الدائرة بين فريقيهما.
وأعلنت اللجنة أمس الأربعاء أنها منحت الجائزة إلى كاسياس حارس مرمى ريال مدريد وتشافي صانع ألعاب برشلونة مناصفة.
وحصد اللاعبان سويا على 11 صوتا من أعضاء لجنة التحكيم بفارق أربعة أصوات أكثر من اللجنة البارالمبية الدولية علما بأن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هو من اقترح الترشيح المشترك للاعبين لهذه الجائزة حيث يحظى بلاتر بعضوية لجنة التحكيم.
وقبل عام واحد فقط ، مرت الكرة الأسبانية بواحدة من أكثر رواياتها توترا عندما ساد الصراع والتصادم بين لاعبي المنتخب الأسباني أكثر منتخبات العالم نجاحا في السنوات القليلة الماضية وذلك بسبب الصدام والصراع بين برشلونة وريال مدريد قطبي الكرة الأسبانية.
وفي الدقائق الأخيرة من مباراة الفريقين في كأس السوبر الأسباني العام الماضي ، اشتبك بعض لاعبي الفريقين بالأيدي. وكانت هذه الواقعة أمرا طبيعيا بعد حالة التوتر التي سيطرت على مواجهات الفريقين بسبب أربع لقاءات قمة (كلاسيكو) في غضون 18 يوما فقط في نهاية موسم 2010/2011 .
وأسفرت كل هذه الوقائع عن بعض العقوبات ولكن شيئا واحدا ظل صامدا في وجه كل هذا وهو الصداقة الوطيدة بين تشافي وكاسياس والتي تمتد منذ 15 عاما وبالتحديد منذ فوزهما مع المنتخب الأسباني بلقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) في نيجيريا.
وبعد هذه الأحداث في وسط العام الماضي ، شعر المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني بقلق شديد من تأثير هذه الوقائع على مسيرة فريقه الذي يعتمد بشكل كبير على لاعبي برشلونة والريال.
ولكن كاسياس قرر أن يتخذ خطوة على طريق تصفية هذا النزاع واتصل هاتفيا بصديقه تشافي وزميله كارلوس بويول قائد برشلونة.
وأكد كاسياس أنه لا يرحب على الاطلاق بهذه الأجواء ونجح الحارس العملاق بمعاونة زميليه في برشونة في تفعيل تنشيط "خطة السلام" بين الفريقين.
واعترف تشافي ، العقل المفكر لبرشلونة والمنتخب الأسباني ، "هناك اتصالات دائمة بيننا لأن العلاقة بيننا جيدة. كان هناك بعض التوتر في هذه الفترة ولكن الصداقة تعلو فوق كل شيء".
وتجد هذه الصداقة ما يبرهن عليها بقوة من حين لآخر.. وليس أدل على هذا من الصورة التي نشرت لكاسياس وتشافي وهما يحملان سويا كأس يورو 2012 التي أحرزها اللاعبان مع المنتخب الأسباني في أول يوليو الماضي بالفوز على إيطاليا في المباراة النهائية بالعاصمة الأوكرانية كييف.
وظهر كاسياس في الصورة وهو يحمل العلم الأسباني بينما حمل تشافي علم إقليم كتالونيا.
ولا يحظى كاسياس وتشافي بالشهرة والأضواء فقط بعد فوزهما مع المنتخب الأسباني بلقبي يورو 2008 ويورو 2012 وكأس العالم 2010 ولكنهما يمثلان أيضا نموذجا رائعا للسلوكيات الرياضية والإنسانية داخل وخارج الملعب.
ولم ينف كاسياس أبدا عشقه لبلدية موستوليس (منطقة بجنوب مدريد تشتهر بكثرة العمال فيها) كما يحرض تشافي دائما على زيارة منطقة تاراسا الصناعية القريبة من برشلونة حيث يتمتع بصداقات عديدة فيها ولا يتأخر عن تناول العشاء مع الأصدقاء فيها بين الحين والآخر.
ويمثل كل من كاسياس وتشافي نموذجا يحتذى داخل فريقه ولكل منهما طريقته في قيادة الفريق وتوجيه النصح والإرشاد لزملائه بالفريق رغم صعوبة ذلك في ظل الكم الهائل من النجوم في كل من الفريقين مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو في ريال مدريد.
ورغم عدم حرصهما على الظهور أمام كاميرات التلفزيون ، يحتم دورهما في الفريقين عليهما الظهور أمام وسائل الإعلام حيث يمثلان فريقيهما في العديد من المؤتمرات الصحفية قبل وبعد المباريات سواء مع النادي أو المنتخب الأسباني.
كما تلاحق الأضواء كاسياس لخطبته من المذيعة اللامعة سارا كاربونيرو.
وأخيرا ، هناك شيء آخر يربط كاسياس بتشافي وهو أن كل منهما يحمل الاحترام والإعجاب للفريق المنافس.