* عودة الماضي*
لقد خلق الله في هذه الدنيا من كل شيء زوج وخلق للانسان ذكرا او انثى زوجا له ولكن من احلى ما خلقه الله في هذه الدنيا روحين في بطن واحدة متشابهان في كل شيء يكمن اختلافها في الشخصية كل منهما وهذا ما سنلاحظه في قصة التوام نهى وسهى
في احدى القرى البعيدة عن المدينة وضوضائها كان هناك بيت صغير عرف على صاحبيه الهدوء والكرم .كان هذا البيت مصدر للحب والسعادة صاحبه كان فلاح بسيط شاب في مقتبل العمر يدعى عماد متزوج من ابنه عمه "امل" منذ حوالي سبع سنين . كان الزوجان يعيشان في سعادة تامة لا ينقصهما الا نعمة الاولاد. في احد الايام استيقظ عماد كعادته قبل بزوغ الشمس ليتوجه الى حقله بكل همة ونشاط وبعد حوالي ساعتين فوجيء بمجيء زوجته رفقة احدى جاراتها الى الحقل.كانت تلك الجارة امراة طاعنة في السن وكانت امل تعتبرها بمثابة ام لها خصوصا ان امل كانت يتيمة الابوين ليس لها في هذه الدنيا الا زوجها والجارة "عائشة" العجوز. استغرب عماد لرؤية زوجته واتجه مستعجلا يسالها "ما بك يا امل هل انت على ما يرام؟"وعلامات الحيرة والقلق بادية على محياه فردت العجوز "هدا من روعك يا بني واسال على الاقل على حالة جارتك العجوز " ابتسم عماد واحمر وجهه خجلا قائلا "عذرا يا خالتي كيف حالك؟"فردت العجوز "انا بالف خير يا بني
"صوب عماد نظره الى زوجته قائلا "عزيزتي امل هل لي الان ان اعرف سبب زيارتك المفاجئة ؟" ردت امل مبتسمة " لاداعي للقلق سوف اذهب للسوق مع الخالة وربما اذهب لعيادة دكتوري لكن حبا بالله لا تتعصب علي .رد عماد على امل "الم تنتهي من هذا الامر بعد ..." وقبل ان يكمل كلامه قاطعتة امل "من فضلك لعل هذه المرة خيرا دعني اودعك الان حتى لا اتاخر واعود باكرا لتحضير الفطور لك " رحلت امل رفقة العجوز تحت انظار عماد الذي كان يبدو عليه التذمر بعد سماعه بامر الطبيبة فعماد يخاف كثيرا من اصرار امل على موضوع الحمل والولادة رغم معرفتها بصعوبة الامر فهذا الامر يسبب الكثير من الحزن لامل ويؤثر جما على نفسيتها كيف لا وامل انسانة م تائهة في بحر الحبة الحس. كانت الساعة تشير الى منتصف النهار وهو موعد رجوع عماد الى المنزل .عاد عماد الى المنزل الا انه لم يجد امل في انتظاره كعادتها مما زاد من قلقه