كيف يكون حجك مبرورًا؟
1- قبول الأعمال:
إن ميزان قبول الأعمال عند الله ميزان خاص وسهل وميسَّر؛
هو إخلاص العمل لله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم؛
فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغِيَ به وجْهُه؛
فالحاج وهو في هذا الموقف أولى الناس بأن يفتش في نفسه،
وأن ةيتفقَّد نيته من أية نية تُضاد الإخلاص، وتُحبط العمل، وتُذهب الأجر والثواب،
كالرياء والسمعة، وحب المدح والثناء والمكانة عند الخلْق؛
فكما عند ابن ماجة أن نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم " حج على رحل رث وقطيفة تساوي أربعة دراهم، ثم قال: " اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة ".
2- موافقة السنة:
الحرص على أن تكون أعمال الحج موافقةً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم تعني أن نتعلم مناسك الحج وواجباته وسننه،
وصفة حجه عليه الصلاة والسلام؛ فهو القائل كما في حديث جابر رضي الله عنه:
" لتأخذوا عني مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه " (رواه
مسلم ) .
3- تهيئة النفس:
تهيئة النفس قبل الحج تعين الحاج على أن يكون حجه مبرورًا، وهذه خطوات عملية تساعد في التهيئة النفسية:
(التوبة النصوح، واختيار النفقة الحلال، والرفقة الصالحة، وأن يتحلل من حقوق العباد،
والمبادرة بتوصية أهله، وسكينة النفس ).
[صورة مرفقة: domain-ced46ef3c0.gif]
كيف تتأكد أن حجك مبرور؟
من أجل أن تتأكد أن حجك مبرور تأكد من وجود هذه العلامات:
أ- أدائك لخصال البر:
من
طيب المعشر، وحسن الخلق، وبذل المعروف، والإحسان إلى الناس بشتى وجوه
الإحسان، من كلمةٍ طيبة، أو إنفاقٍ للمال، أو تعليمٍ لجاهل، أو إرشادٍ
لضال، أو أمرٍ بمعروف أو نهيٍ عن منكر، وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما
يقول: " إن البر شيء هين، وجه طليق وكلام لين ".
ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج كما يقول ابن رجب ما وصَّى به
النبي صلى الله عليه وسلم أبا جُرَيٍّ الهجيمي حين قال له : " لا تحقرن من
المعروف شيئًا ولو أن تعطيَ صلة الحبل، ولو أن تعطيَ شسع النعل، ولو أن
تنزع من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم،
ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن
تؤنس الوحشان في الأرض " رواه أحمد.
ب- استكثارك من الطاعات:
ومما يتحقَّق به بر الحج الاستكثار من أنواع الطاعات، والبُعد عن المعاصي
والمخالفات؛ فقد حثَّ الله عباده على التزود من الصالحات وقت أداء النسك؛
فقال سبحانه في آيات الحج: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ
اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة: من
الآية 197)، ونهاهم عن الرفث والفسوق والجدال في الحج، فقال عز وجل:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا
رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة: من الآية 197).