مـنـع الـقـرآن بـوعــده ووعـيده
مقـل العيون بليلها أن تهجع
فهموا عن الملك الكريم كلامه
فهمًا تذل له الرقاب وتخضع
إن الجبال -وهي جبالٌ بغلظتها وقساوتها- لو أُنزل عليها كلام الله -عز وجل- ففهمته وتدبرت ما فيه لخشعت
وتصدَّعت من خوف الله -تبارك وتعالى-: (لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) (الحشر:21).
والناظر في حال السلف -رضوان الله عليه- وتأثرهم بآيات الله -جلَّ في علاه-
يتعجب من حالنا ونحن نسمع القرآن ليلاً ونهارًا ولا نتأثر كما تأثَّروا، بالرغم من أن الآيات هي الآيات،
والكلمات هي الكلمات، وربك قد حفظ كتابه، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)،
ولكن الفرق ليس في الآيات؛ وإنما في القلوب التي تستقبل كلام الله -عز وجل-!
كانت قلوبهم -رحمهم الله- أرق من نسيم الفجر، ما إن تلامس أسماعهم آيات الله -عز وجل- حتى تصل إلى القلوب،
فيرون بأعينهم ما لا يراه غيرهم، فخَلَفَ من بعدهم خلفٌ قست قلوبهم،
فهي أشد قسوة من الجبال التي لو فهمت كلام الله لخشعت.
قال الحسن البصري -رحمه الله-: "والله يا ابن آدم لئن قرأتَ القرآن ثم آمنتَ به؛ ليطولن في الدنيا حزنك،
وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك".
والأخبار كثيرة، والقلوب التي هزتها آيات الله -عز وجل- كثيرة
ويبقى السؤال:
أين قلوبنا نحن من القرآن ؟
أين قلبُ مَن ختم القرآن ؟
أين قلب من يسمع القرآن ليله ونهاره ثم لا تدمع له عين ولايخشع له قلب ؟