السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ..
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ..
الأسرة القرآنية في دير البلح بغزة هاشم
الأب والأم والولدين والبنت
أسرة الشيخ أحمد تيسير غنام
في سابقة هي الأولى من نوعها في فلسطين وربما في الوطن العربي أو الوطن الإسلامي أو العالم أجمع ، حظيت أسرة مسلمة من الأرض المقدسة وهي فلسطينية الأصل والمنبت برعاية الله العظيم الحليم حيث تمكنت هذه الأسرة الفلسطينية المسلمة من حفظ كتاب الله العزيز جملة واحدة ، مع بعضها البعض ، فكانت مائدة القرآن المجيد ، مائدتهم المفضلة ، وديدنهم الإيماني الرفيع .
ففي غزة هاشم تمكنت الأسرة المسلمة من حفظ الدستور الرباني العظيم عن ظهر قلب ، فاتجهت صوب الكتاب الحكيم لتتلوه وتتدارسه يوميا وفي جميع الأوقات آناء الليل وأطراف النهار لتضم إلى قائمة المجد القرآنية المجيدة .
تتألف هذه الأسرة المسلمة المؤلفة من سبعة أفراد ، أب وأم وأربعة أبناء ذكور وبنت ، وهي أسرة تقيم وتقطن في دير البلح بقطاع غزة هاشم ، ومن بين هذه الأسرة هناك خمسة حافظين للقرآن الحكيم يضمون كلا من : الأب والأم وولدين وابنة كالتالي :
- الأب الفاضل الشيخ أحمد تيسير فارس غنام ( أبو تيسير ) ، من مواليد خانيونس ، 1969 ، وهو خريج كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة عام 2000 م .
- الزوجة والأم الرؤوم الفاضلة تهاني ( أم تيسير ) حاصلة على شهادة الثانوية العامة( التوجيهي ) .
- والابن : تيسير أحمد غنام ، وهو طالب في الثانوية العامة ( التوجيهي ) الفرع العلمي .
- والابن : عمرو أحمد غنام ، وهو طالب في أول ثانوي علمي .
- والإبنة الفاضلة رانية .
وهذه الأسرة الصغيرة ، هي من أهل وأصحاب التمكين الرباني في الأرض كونهم من حفظة كلام الله الشافي الوافي الكامل بالكتاب العزيز ، فيبدون وكأن كل واحد منهم قرآنا يمشي على الأرض .
وكلهم من حفظة القرآن العظيم ، ولا نزكي على الله أحدا ، بل القرآن الحكيم ، نفسه زكاهم ويزكيهم ، ومنحهم المجد والحكمة والحفظ ، لقد بارك الله العلي العظيم في هذه الأسرة الكريمة وحباها بنور الله في أرض الله الواسعة ، لتنطلق نحو جنات المأوى والفردوس الأعلى وتدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة .
هذه الأسرة المفخرة هي فريدة من نوعها ، فريدة في عنفوانها ، وسهرها على كتاب الله المجيد ، فهي أخذت جزءا من المجد الإسلامي القويم ، في ظل سماء فلسطين ، بعيدة عن القبلية والحزبية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولكنها تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ، وهي أسرة من مئات آلاف الأسر الفلسطينية المجاهدة الصامدة أمام أعتى الهجمات الاستعمارية الغربية والصهيونية التي تهب عليها عواصف ورياح متلاحقة من كل حدب وصوب . فطوبى لهذه الأسرة القرآنية ، حاملة القرآن في قلوبها الخمسة ، فيا أيها المسلمون اقتدوا بهذه الأسرة العملاقة في تلاوة وحفظ القرآن الحكيم ، لـتأخذوا الحكمة والعبر والعظات من كلام الله المقدس ، الكلام الشافي والوافي لجميع الخلق في جميع أنحاء الكرة الأرضية .
فهي من خير الأسر المسلمة في فلسطين والعالم ، بشهادة المصطفى رسول الله الأسرة القرآنية ..حدث في غزة هاشم، منذ 15 قرنا من الزمن ، بتأكيده أن خير الناس من تعلم القرآن وعلمه ، في مزج متواصل بين العلم والتعلم والتعليم ، في مثلث إسلامي قرآني حميد مجيد ، فهذه الأسرة تعلمت القرآن وعلمته ، فهي من الأسر التي يجب الأخذ بيدها ، لتنال الدرجات العلى دينيا ودنيويا وأخرويا .
وهذه الأسرة المدرسة ، بكل معنى الكلمة ، كان جزءا منها يدرس والآخر يتابع للآخر ، فهي أسرة قرآنية مثالية ، مارست مهنة الدراسة والتدريس القرآني الإيماني غير منتظرة لا جزءا ولا شكورا إلا من الله الواحد الأحد تبارك وتعالى .
وبناء عليه ، فإن هذه الأسرة الإيمانية هي مثال يحتذى في الصبر والمصابرة والمثابرة والمتابعة على رعاية كلام الله الجليل ، فالأب كريم ، والأم كريمة ، والابن كريم والابنة كريمة ، وكلهم كرماء من كرماء من أصل كريم ، تمسكوا بأهداب القرآن الكريم .
وختاما نقول لأسرة آل غنام المباركة ، القابضة على الجمر ، جمر الحب والمحبة والاستمساك بالعروة الإسلامية القرآنية الوثقى لا انفصام لها ، والاعتصام بحبل الله المتين ، بارك الله فيكم وبارك عليكم ، وأبقاكم على الخير وبالخير وللخير دائما وأبدا ، وحباكم الله وجعلكم من نخبه جنده في الأرض ، فاستمروا وواظبوا على تلاوة القرآن العظيم ، فأنتم أسرة قرآنية ، وستفتح لكم أبواب السماء وقت الدعاء ، وإذا سألتم فاسلوا الله وإذا استعنتم فاستعينوا بالله الحي القيوم ، كما كنتم دائما وأبدا في رحاب القرآن العظيم .