اليوم سنتطرق الى ظاهرة اخرى غريبة وكثيرة الانتشار في مجتمعاتنا العربي وكذلك الغربية لكن هم اقل بكثير منا
الا وهي ظاهرة التسول التي تضرب المجتمع في العمق وتسحبه سحبا نحو التخلف
حيث تمس الجنسين المرأة والرجل وجميع فئات المجتمع شيخوخة كهولة شباب طفولة
رغم ان التسول مكروه وربما محرم دينيا
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: « الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ »(1).
وفي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ: « الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ »
اي كل من يستطيع العمل
يجب وجوبا عليه السعي والعمل من اجل اعالة نفسه وعائلته وتبقى الارزاق بيد الله لكن هذه الظاهرة تتكاثر يوما بعد يوما
هل هي حقا الحاجة والاحتياج سببها ام ان هنا ك امور اخرى كمثل الربح السريع او العيش دون عناء او هناك من يتخذها عمل يومي
كغيره من العمل وهي عبارة عن غابة والبقاء فيها للاقوى اي بمعنى من لديه طريقة مبتكرة جديدة للتسول لم يستعملها غير او قدرة
كبيرة على الاقناع فهناك عدة مظاهر للتسول مثل : الثياب البالية الممزقة الرثة أو اعاقة ربما مفتعلة او طريقة الاتيان بأطفال رضع
وصغار من اجل المهمة او ادعاء المرض ....وغيرها كثير لكن كلها تصب في منعرج واحد وهو اقناع الغير
هناك من يتسول حقيقة من كثرة الحاجة وعدم وجود وسيلة اخرى لكسب قوت اليوم واخرون لتكديس الاموال وقضاء حاجياتهم على ظهر الغير
اقسم هناك اناس هم بحاجة ماسة حقا للمساعدة لكن لايطرقون باب التسول لان الله خلق الانسان بعزة النفس والكبرياء
يحاولون قصد اماكن الصدقة والزكاة مثل المساجد والجمعيات لعرض حالتهم ولاتسول نفسه مد اليد للغير
فمد اليد لغير الله والطلب و الرجاء لدونه مذلة
هناك شباب مقتدرين وتجدهم يلجأون الى هاته الوسيلة ان لشبابك حق عليك اعمل واسعى كغيرك ربما عندما ترى امراة أو شيخ او عجوز
او معاق تجد لهم تبرير لكن مابال الشباب والاطفال
لذا يجب على المجتمع الالتفاتة بصرامة لهذه الظاهرة ومحاولة تكفلها ووجود حلول للحد منها
كفتح جمعيات صناديق للزكاة والصدقة والتبرعات ثم دراسة الحالة حسب الضرر والتكفل بها وكذلك فتح مراكز خاصة كملجأ لمن
ليس لهم مكان يعيشون به ......الخ
وان من جهتي اناشد كل ميسور وكل غني
ان يقوم بواجبه من الصدقات والزكاة والتبرعات لان هذا حق الفقير عليك ولايرضيك ان تأكل حق الغير
فالله أعطاك لتعطيه ورزقك من الموسع ليختبرك فلا تجعل النفس الامارة بالسوء والطمع والجشع يغمض عينيك عنهم
وعن حق الله فالزكاة جعلها فرض وكذلك على الدولة التبرع من أموالها الخاصة لهذه الفئة وتأكدو لو ان كل واحد قام بدوره
لما كان هناك محتاج او متسول لان المال والدنيا لو دامت للغير لدامت لقارون من مفاتيح خزائنه لاتنوأ الا بالعصبة
وانت بها تفتح لك باب في الجنة وترضي ربك عنك وتحي نفوس وهي تموت