في سن المراهقة يبحث الولد دائماً عن الهروب، كما الإبتعاد عن كل الممنوعات والضغوطات التي يجدها مهيمنة عليه أينما ذهب. يحاول أن يبقي نفسه منشغلاً خارج البيت مع أصدقاءه حيث طريقة تواصل بينهم خاصة وتميزهم عن الكبار. وإن لم يفعلوا ذلك ينطوون على نفسه، ليسيطر عليهم حب السكوت، أو الكلام القليل، مما يعدم التواصل بينهم وبين كل من حولهم. فمن المهم سيدتي أن تدخلي الى أعماق ولدك وتتحدثي معه في كل الأمور وتحاولي مشاركته معلوماته، وأن تتداركي هذا الموضوع قبل حتى حصوله.
إحرصي دائماً سيدتي أن تجدي الوقت لسماع كل ما يود أولادك المراهقين أن يشاركونك به، وإحرصي أيضاً على أن تبدي إهتماماً كبيراً وتشوقاً لمعرفة كل نشاطاتهم
راجعي الأخصائيين مع أول مشكلة:
يتحدث المراهق دائماً بطريقة ناضجة مقتنعاً مئة بالمئة أنه أصبح شخص كبير فمن المهم جداً أن لا تزعزعي هذه الثقة، بل أن تعلميه كيف ومتى يستخدمها. ومن الأهم سيدتي أن تدخلي الى صلب التواصل مع ولدك، وأن تسألي عنه معلميه لتتعرفي جيداً الى كل مهاراته اللغوية، وكيف يتصرف تحديداً خارج المنزل، وبين أصدقاءه. وإذا كان هناك مشكلة فمن الضروري أن تلاحقي الموضوع بنفسك مع أخصائيين نفسيين للتوصل الى حل المشكلة باكراً قبل أن تتفاقم.
العديد من المراهقين سيدتي لديهم مشكلة في التواصل نظراً لأنهم يعتبرون أن نوعية التواصل بينهم وبين آبائهم وكل من هو أكبر سناً منهم، مختلفةً تماماً، من حيث منطق التواصل وكيفية التفكير. إذا أحسستي أن ولدك وصل لمرحلة التأتأة مثلاً أو الخجل المبالغ فيه، فعليك بسرعة تدارك الموضوع ومتابعة حالته مع أخصائي لغوي.
وعليك أيضاً سيدتي أن تساعدتي طفلك على إكتشاف العديد من التقنيات التي من شأنها أن تحسن طريقة تواصله مع كل من حوله.
كيفية الإستماع:
يجب أن تعلمي إبنك كيفية الإستماع جيداً الى كل من يحاوره، والنظر الى عينيه لأن هذه هي الطريقة الأمثل للحوار. وعليه أن ينتبه جيداً الى كل ما يدور من حوله فالذي يصغي جيداً يستطيع أن يتكلم جيداً.
تواصل حركات الجسم:
لحركات الجسد سيدتي أهمية كبيرة في إثبات التواصل، فيجب أن تدربي ولدك على النظر في عيني الشخص وهو يتحدث إليه، وهذا ما يعطيه الثقة بالنفس. كما ثبات جسمه في الأرض وهو يتحدث، عدم التأشير في اليدين كثيراً. بل فقط علميه أن يكون طبيعياً، وأن لغة العينين هي أساس التواصل.
كلام واضح:
إحرصي على مراقبة طريقة ولدك في التحدث، من نبرة الصوت واللفظ، على أن يفهم كل مستمع إليه كلامه. وإذا كان لديه مشكلة، علميه كيفية التحدث ببطء وبثقة أمام المرآة. وهذه التدريبات عليك أن تكثفيها الى أن يصل الى مكانة يستطيع أن يتكلم بها أمام جموع كبيرة دون أن يكون متردداً.
يعتبر الأهل سيدتي أن سن المراهقة هو أخطر عمر لتحديد مستقبل الولد، فإبعدي أولادك عن كل الضغوطات العائلية، وإحرصي على أن تقربي المسافات مهما كانت بعيدة بينكما، لتصبحي صديقة التواصل الأول لصغارك.